19 - 06 - 2024

تقدير موقف | اليوم التالي للحرب

تقدير موقف | اليوم التالي للحرب

لا تبحث إسرائيل في غزة عن الاستقرار في اليوم التالي للحرب، ولن تسمح بإعادة الإعمار، ولا بوجود سلطة مدنية فلسطينية، ولن ترضخ لأمريكا في هذه القضايا، إن كانت أمريكا جادة في ضغطها، ولن تؤثر خلافاتها الحزبية الداخلية، لأن هذه حرب الدولة والمجتمع وليست حرب حزب أو نتنياهو، كما لن يؤثر سقوط خسائر بين صفوف قواتها على تنفيذ هذا المخطط. 

هدف إسرائيل استمرار الفوضى في قطاع غزة واستمرار وجود الذرائع التي تمكنها من مواصلة الاجتياحات المستمرة لتدمير ما لم تدمره في الحرب وقتل واعتقال المزيد من المواطنين.

أصبح من المعروف أن هدف إسرائيل من الحرب على غزة، كما قلنا وقال غيرنا، هو تدمير غزة وجعلها غير صالحة للحياة وتهجير سكانها أو دفع أغلبهم إلى الهجرة.

لذلك لا تفكر اسراىيل وليس في مخططها ولا تسعى الى البحث عن جهة فلسطينية تسلمها السلطة في غزة. كما لا يشغل بال إسرائيل ولا يخيفها ما يتبقى في غزة من مقاتلين أو موظفين في حكومة حماس، لأن مخططها القضاء على معظم هؤلاء أو اعتقالهم وتهجيرهم في عدوان طويل ومتواصل، وتدمير ما تبقى ولم يتم تدميره في الحرب. هذا ما سيوفر لها الأمن كما تعتقد ويعطيها الفرصة لإعادة الاستيطان والاستثمار في غاز وبترول غزة وإنشاء قناة بن غوريون 

لذلك ستتواصل الاجتياحات والقصف والقتل والاعتقالات في غزة لمدة طويلة، بهذه الحجج والذرائع، ليس أقل من سنتين، أشبه بمرحلة نهاية الستينات من القرن العشرين ، مع عنف وتوحش أكبر بكثير. بعد ذلك يمكن التفكير في إنشاء إدارة مدنية في غزة من السكان المحليين تتسلم شؤون السكان وتعفي الجيش من هذه المهمة. 

إن السعي لتصفية عمل الأونروا في مناطق اللاجئين المختلفة تصب في مسعى إنهاء قضية اللاجئين وحقهم في العودة إلى بلادهم، أضف إلى ذلك فإن هدف إنهاء عمل الأونروا في غزة هو خلق فراغ شديد في الخدمات المعيشية والاجتماعية والصحية والتعليمية التي تقدمها الاونروا لأهل غزة مما يساهم في تأجيج الفوضى والعوز الذي تسعى له إسرائيل في قطاع غزة ليكون الدافع الحقيقي لبحث الناس وسعيهم للهجرة. 

إن أي هدنة قادمة مهما طالت ومهما كانت الضمانات التي تقدمها دول العالم لوكلاء الفلسطينيين، هي للتعمية وذر التراب في العيون، ولن تمنع إسرائيل من العودة لاعتداءاتها المتكررة والمتواصلة على مختلف مناطق قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة وتحقيق هدفها منها، الإفراج عن المختطفين.

هدف اسراىيل من الحرب على غزة بعد 7 أكتوبر واضح ومخططها قيد التنفيذ العملي على الأرض.

هذا يطرح سؤال في ظل هذا الانغلاق، ما العمل؟! الحقيقة لا إجابة أفضل مما قال المثل، لقحها أبو الحصين وعشرت!
------------------------------
بقلم: د. رياض عبدالكريم عواد

مقالات اخرى للكاتب

الحرب على غزة، التضليل المتواصل





اعلان